قصة قصيرة بعنوان تقي الدين وابنة ملك الجان

قصه قصيره بعنوان تقي الدين وابنة ملك الجان
بقلم سيد عبد المعطي
..... تقي الدين ذلك الشاب الذي لم يتجاوز العشرون عاما ورغم إنه قد وصل الي هذا السن لم يحصل علي وظيفه حتي الآن ومازال يأخذ مصروفه من أمه حتي الآن وكان كل أمله وحلم حياته هو الإشتراك في برنامج من سيربح المليون طامعا في عشرون الف جنيه يبدء بها حياته فهو في الأسئله الثقافيه صفر .
..... وذات مره كان تقي الدين جالسا علي مائدة العشاء يأكل دجاج مشوي وإذ بقطة ناصعة البياض جميله ذات عيون زرقاء تدخل عليه وتصعد علي مائدة العشاء فهم تقي الدين وقرر إعطاءها قطعة من الدجاج المشوي وإذ بهذه القطة تقوم بضرب ظهر يده اليمني بمخالبها فتجرح يده ،فنظر اليها تقي الدين وجاءت عينيه في عين القطه وقال لها سامحك الله لقد قررت إعطاءك قطعة الدجاج فلماذا جرحتي يدي ؟:-وبعد عدة دقائق هدء تقي الدين وأعطاها قطعة الدجاج وهو مبتسم .
..... وفي الساعه الثانيه بعد منتصف الليل كان تقي الدين نائما في فراشه وإذ بهذه القطه تدخل حجرة نومه وتصعد علي سريره وتتمسح بملابسه حتي اطمئن لها تقي الدين فملث علي شعرها الناعم فأنبعثت من القطه رائحه جميلة جدا، ولم تمضي لحظات وإذ  بهذه القطه تضع راسها علي زراع تقي الدين وتكبر حتي تمددت في طوله وإذ بهذه القطه تتحول الي فتاه جميله ذو شعر شديد السواد طويل وذات عينين زرقاء علي، الفور خاف تقي الدين وقال لها من انت؟:- فقالت له لا تخاف يا تقي الدين فأعاد عليها السؤال قلت لك من انت؟:- فقالت انا من عالم الجان انا إبنة ملك الجان، لقد علم ابي بأنني جرحت يدك ورغم ذلك اعطيتني قطعة الدجاج فحكم علي ابي بأن اكون اسيرتك فأطلب ما تشاء سوف اقوم بتنفيذه لك ،فضحك وقال لها هل انت مسلمه فقالت الحمد لله رب العالمين فقال لها إذا إذهبي فأنت حرة لوجه الله فإنصرفت القطه، وبعد ساعة عادت اليه وقالت له إن أبي يريد ان يقابلك فهل ستوافق؟:- فقال لها نعم اوافق فنفخت الفتاه في وجهه نسمة جميله كنسيم الربيع وفي لحظة وجد تقي الدين نفسه في ساحة قصر كبير ووجد رجل جالسا علي عرش عظيم فقال تقي الدين السلام عليكم ورحمة الله فرد علية الملك السلام وقال ما فعلته مع ابنتي لا يفعله إنس ولا جان وهذا يدل علي اخلاقك العاليه فهل تقبل بأن تتتزوج ابنتي؟ فقال له تقي الدين موافق سيدي فقال له إذا عليك بلبس هذا الخاتم في يدك اليمني في اصبع السبابه ولا تخلعه ابدا حتي تستطيع ان تعيش معنا فسوف تعيش معنا ثلاثون عاما وهي تساوي في عالمكم ثلاثة ساعات فلبس تقي الدين الخاتم وتم زواجهما فأخذته الجنيه علي جناحيها وطارت به الي قصر عظيم ليس به إلا نساء من الجان يقومون بخدمته هو وزوجته الجنيه ودخل غرفة النوم وقضي ليلة جميله فضحكت الجنيه فكانت ضحكتها كزقزقة العصاقير في فصل الربيع وفي الصباح قامت الجنيه بإحضار طست من الفضه مطلي بماء الذهب ووضعت فيه مسك وقامت بغسل اقدام زوجها تقي الدين وهي في قمة سعادتها ثم أعطته كوب من اللبن فشربه واخذته وخرجت في ساحة القصر وإذ بمائده إفطار عظيمه بها ما تشتهي الأنفس وتلذ الأعين من لحوم طير وفاكهه ،فأكل تقي الدين ووقع عينيه علي خادمه فأطال النظر اليها وإذ بزوجته تصدر صوت كصوت الناي الحزين وإذ بكل الخادمات تترك المكان وتدخل حجرتهن فقال لها تقي الدين ما هذا الصوت الجميل الذي يشبه صوت الناي الحزين؟:- فقالت هذا بكائي فعندما أطلت النظر الي الخادمه غرت عليك فبكيت فكان بكائي هذا الصوت فقبل تقي الدين يدها وقال لها انا آسف لا تحزني انا لن انظر الي احد غيرك ما اجملك فعندما تضحكين ضحكتك كزقزة العصافير وعندما تبكين صوتك كصوت الناي الحزين اشعر وكأنني في الجنه فضحكت وأخذته علي جناحيها وطافت به في حديقة القصر حتي اذن الظهر فرجعوا الي القصر وتوضأ الجميع وصلي بهن تقي الدين إماما ومضي الثلاثون عاما في سعاده لا توصف وفي اخر يوم من الثلاثون عاما زارهم أبيها وقال لتقي الدين يا تقي الدين سوف أحدثك لقد مرضت إبنتي وجاء الطبيب وقال لي إن ابنتك سوف تموت بعد ثلاثون عاما وكانت امنية حياتها هو الزواج بإنسان وقد وقع عليك الإختيار فنظر اليها تقي الدين وبكي فقالت له الجنيه لا تبكي يا تقي الدين فانت كنت الزوج المثالي لقد عشت مائتي وخمسون عاما لم اتزوق معني السعاده إلا في الثلاثون عاما التي قضيتها معك ولا تحزن وسوف تكون اخر امنية لي هي ان يجمعنا الله في جنة الخلد فأعطي الخاتم لأبي حتي ترجع الي عالمكم فانا لا اريدك ان تراني وأنا ارحل عن الحياه ولا تخاف سوف احقق لك أمنيه كنت تتمناها في الدنيا فقال لها ما هي هذه الأمنيه؟:- فقالت له إنها مفاجأه لا تحرقها ولكن لا تنسي وانت مسافر عصفور الكناري التي في حجرتك أأخذه معك في سفرك .
.....فأخذ الملك منه الخاتم ولم تمضي لحظات وإذ بأمه تملس علي شعره وتقول بصوت حنون قم يا تقي حتي تفطر فأستيقظ تقي الدين من نومه فقال لأمه يا أمي لقد ايقظتيني من حلم جميل فنظر في اصبع السبابه فوجد اثر الخاتم فعلم انه ليس حلما فصمت ،وهو جالس علي مائدة الإفطار وإذ بجرس هاتفه المحمول يرن فيرد وإذ بجورج قداحي علي الهاتف يقول له مبروك لقد وقع الإختيار عليك لتدخل مسابقة من سيربح المليون فعليك بالسفر بعد غد ،فجهز تقي الدين ملابسه وعند ذهابه وإذ بعصفور الكناري يصيح بأعلي صوت عنده وهنا تذكر تقي الدين كلام زوجته إبنة ملك الجان فنزلت دمعة من عينيه علي الفور اخذ العصفور معه ودخل المسابقه، وكلما طرح عليه جورج سؤال صعب ينظر في عين العصفور فيجد الإجابه في عين العصفور وفاز تقي الدين بمليون ريال سعودي وأصبح غنيا .
..... ورغم ذلك لم يتزوج تقي الدين بفتاه فمن السعاده التي وجدها مع هذه الجنيه لم يعشق أية فتاه مثلها حتي وصل عمر الثمانون عاما وهو علي فراش الموت وإذ بفتاه تاتي بموكب كبير وتسلم عليه وتقبل يده وخده وتأخذه الي العالم الآخر الي جنة الخلد .
(نأسف علي الإطاله فلا تربطوا الواقع بهذه القصه فإنها من وحي الخيال )
..... وشكرا مع تحياتي سيد عبد المعطي